المقال 1: الموافقة على الأساسيات

ربما سمعتَ: "الموافقة بسيطة".

نعتقد أن هذه مقولة غير مفيدة إلى حد ما. فالناس ليسوا بسيطين، والعلاقات معقّدة. يختلف شكلالجنس في كل مرة.

هذا لا يعني أن الموافقة صعبة— لكنهارحلة طويلة. قد تكون معقدة وتتطلب استكشافًا، وهذا بالتحديد ما يجعلها قيّمةللغاية.

سواء كنتَ تمارس الجنس بطريقة عابرة، أو كنت في علاقة، أو تختبر الحميميةلأول مرة، فإن فهم الموافقة أمرٌ أساسي. ليس فقط لأننا نريد تجنب الجوانبالسلبية، ولكن لأن الموافقة هي مفتاح التواصل والراحة والمتعة الحقيقية.

قد تختلف طرق تواصلنا وممارسة الموافقة من شخص لآخر.لكن المبادئ الأساسية التي يجب اتباعها هي نفسها للجميع. دعونا نستعرض خمسة مبادئرئيسية...

‍

1.   جازمة ومُبلّغة

الموافقة الجازمة هي "نعم" واضحة وواثقة -وهي أكثر بكثير من مجرد أنهم "لم يرفضوا". يمكن أن تكون الموافقة لفظية،مثل "هل يمكنني أن أمارس الجنس معك؟" و"هذا شعور رائعحقًا"، أو غير لفظية، مثل انحناء شخص ما أو الحفاظ على التواصل البصري.

أن نفترض موافقة شخص ما لمجرد عدم مقاومته أو ابتعادهأو رفضه ليس كافيًا. علينا جميعًا أن نفعل أو نقول شيئًا للتحقق من الموافقة. إليكبعض النصائح إذا لم تكن متأكدًا من موافقة شخص ما...

• اسألهم! "هل أنت     راغب/راغبة في الاستمرار؟"، "كيف تشعر/تشعرين؟"     أو "يبدو أنك غير متأكد/متأكدة –هل تريد/تريدين التوقف؟"

• راقب لغة جسدهم. إذا كانوا يبتعدون، أو يتجنبون     التواصل البصري، أو يحجبون أجسادهم، فهذه علامة على عدم موافقتهم. تحقق معهم

• اختلق مخارج سهلة، مثل: "يمكننا التوقف     أو الإبطاء في أي وقت"، أو "يمكننا الاسترخاء فقط بدلاً من ذلك".     إذا كنت في غرفة بمفردك مع شخص ما، تجنّب إغلاق الباب دون طلب إذنه أولاً.

هذه اللحظات ليست قاتلة للمزاج، بل إنها تبني الثقةوتجعل الأمور أكثر إثارة.

"ما هو الشيء الأكثر إثارة من شريك يهتم؟" ​​ميسا ماسون، البودكاست رقم 2.

‍

2.   حرّةوطوعية

الضغط ≠ الموافقة.

سواء كان الأمر عبارة عن ضغط عاطفي، أو طلب بإلحاح،أو استخدام الكحول، أو المواد المخدرة لجعل شخص ما "أسهل"، فإن كل هذاليس موافقة حقيقية أو صادرة بحرّية.إذا سألتَهم وأجابوا "لا" أوحتى " لستُ متأكدًا/متأكدة"، فإن تكرار السؤال واستغلال الشعوربالذنب أو الضغط أو محاولة خداعهم لتغيير الإجابة إلى "حسنًا" يُسمىتقنيًا إكراهًا جنسيًا. قد يبدو الإكراه كالتالي:

·       "لو كنتتحبني/تحبينني، لفعلت ذلك".

·       "إن لمتفعل/تفعلي، فسأشعر بالإحباط الجنسي ولن أستطيع النوم."

·       "لقدفعلنا كل شيء آخر، هذا ليس بالأمر المهم."

·       "أنتخجول/خجولة فقط. لنتناول بعض المشروبات، وسيتغيّر شعورك حينها".

·       "إن لمتفعل/تفعلي هذا لي، فسأرسل تلك الصورة العارية التي أرسلتها لي الأسبوع الماضي للجميع".

الإكراه ليس موافقة، لا بل يعتبر أيضًا اعتداءًجنسيًا.

علينا أيضًا أن نكون حذرين بشأن اختلال توازن القوى.على سبيل المثال، إذا كان الشخص أكبر سنًا، أو كان في منصب سلطة مثل مدير أو معلمأو مدرب، فقد يُحدث ذلك اختلالًا في توازن القوى مما يُصعّب على أحد الطرفين قول"لا" يحرّية.

إذا قال لك أحدهم لا؟ احترم ذلك. لا تُشعِره بالذنب.لا تُلح عليه.

‍

3. مستمرة ومتبادلة

الموافقة ليست عقدًا مُلزمًا أو مُبرمًا لمرة واحدة.الأمر ليس ببساطة "الحصول" على موافقة مرة واحدة واعتبارها بمثابة ضوءأخضر لكل شيء.

مجرد موافقة أحدهم الليلة الماضية لا يعني أنه سيقبلبذلك في الصباح أيضًا. قد يُغير الناس رأيهم في أي وقت، وعليكَ أن تُهيئ مساحةًلذلك وتحترمه.

للموافقة أهمية في العلاقات طويلة الأمد أيضًا. واحدةمن كل ثلاث حالات اعتداء جنسي تحدث في العلاقات. أنت لا "تدين" لشريككبالجنس، وهو لا "يدين" لك به. الافتراضات قد تجعل الحدود غير واضحة، لذا فإن أفضل العلاقات تُبنى علىالتواصل المتبادل والمستمر.

انتبه إلى لغة جسد الآخرين وتحقق منهم بانتظام، خاصةإذا كانت الأمور تتطوّر:

·      هل لا يزال الأمر جيدًا؟"

·        "هل تريد/تريدين الاستمرار أم التوقف؟"

·        "هل تريد/تريدين إخباري بما يعجبك؟"

وإذا غيّر أحدهم رأيه في منتصف العلاقة الحميمة؟اشكره على صراحته ووضوحه. حاول ألا تعتبر الأمر رفضًا شخصيًا - فقد يكون الشخصالآخر متعبًا، أو ببساطة لم يعد مهتمًا، أو يرغب في التمهل.

‍

4. تعكس الأهلية

لا يمكن للناس الموافقة إلا إذا فهموا تمامًا ما يوافقونعليه. هذا يعني أنه إذا كان الشخص ثملًا جدًا، أو نائمًا، أو غير واعٍ تمامًا —  فلن يتمكن من الموافقة.

لا يوجد عدد سحري محدد من المشروبات يُبطل الموافقة،ولكن إذا كان الشخص يتلعثم أو يتعثر أو فاقدًا للوعي، فهو غير مؤهل لاتخاذ قراراتواعية. ومجرد أن قال أحدهم "نعم" سابقًا لا يعني جواز افتراض إمكانيةالقيام بشيء ما وهو نائم أو شبه مستيقظ.

الأهلية تعني أيضًا أن يكون الشخص قد بلغ السنالقانوني للموافقة. في أستراليا، سن الموافقة هو:

• ١٦ عامًا في غرب أستراليا، نيو ساوث ويلز، فيكتوريا،كوينزلاند، والمقاطعة الشمالية

• ١٧ عامًا في جنوب أستراليا وتزمانيا

كذلك، لا تفترض أن الأشخاص ذوي الإعاقة غير قادرينعلى إعطاء موافقتهم—  بلشجعهم على التعبير عنها بوضوح واحترام. فالأمر كله يتعلق بتعزيز الوضوح المتبادل،مهما كان الوضع.

5. محددة ومطّلعة

إن قول نعم لشيء واحد لا يعني قول نعم لكل شيء.

يجب أن تكون الموافقة محددة - فقط لأن شخصًا ما يرغبفي التقبيل في السرير مرتديًا ملابسه، لا يعني أنه يوافق تلقائيًا على خلع ملابسهوالمضي قدمًا.

الموافقة على ممارسة الجنس مع الواقي الذكري لا تعنيالموافقة على  الجنس من دون الواقي الذكري.وقبول فعل واحد لا يعني قبول فعل غير متوقع كالاختناق الجنسي.

من حق كل شخص معني أن يعرف ما يحدث وأن يتخذ خيارات مطّلعةبالكامل بشأن أجسادهم.

هناك بعض الطرق المفيدة لتكون محددًا:

·       "أنا موافق/موافقة فقط على ذلك مع استخدامالحماية."

·       "لست مستعدًا/مستعدّةلفعل X، لكنني أرغب في فعل Y."

الموافقة تتعلق أيضًا بالصدق — فالتخفي(إزالة الواقي الذكري دون موافقة) ليس أمرًا مشبوهًا فحسب، بل إنه شكل من أشكالالاعتداء الجنسي في العديد من الولايات والمقاطعات.

إليك ما تحتاج تذكّره:

1.     يجب أن تكونالموافقة صادقة وطوعية، لا مفروضة أو تحت الضغط.

2.     لا يقتصرالأمر على تجنب الأذى، بل يتعلّق ببناء تجارب وعلاقات حميمة أفضل وأكثر متعة.

3.    لا بأس إن بدا السؤال مربكًا في البداية. قد يكون طلبأي شيء من شخص ما أمرًا صعبًا! ولكنه أمر من الضروري القيام به.

4.    لستَ غريبًا أو محرجًا إذا قمت بالتحقق. أنت واثق، واعيبذاتك، ومتعاطف!